ما أهمية الحب
الحب في حياة الإنسان
يعد الحب شعورًا كونيًا مقدسًا بدأ به الخلق، ويشكل أساسًا لكل علاقة موجودة في هذا الكون من نباتات وحيوانات وبشر، فهو من أسمى
المعاني التي ينبثق منها العديد من العواطف الأخرى، ويتخذ الحب أشكالًا عدة في حياة البشر، فمثلًا لمسة عطاء من الأم، ويد مساعدة
من الأب، ولمسة حنونة من الأخ أو الأخت، ودعم صديق لك. وبالرغم من عدم وجود وصف مطلق لمعنى الحب، إلا أن هذا
الشعور يتسم بالمودة والدفء والارتباط القوي بشخص أو شيء ما، كما يمكن وصفه بأنه شعور يغذي الاحتياجات العاطفية عند
الإنسان.
أهمية الحب في حياة الإنسان
تكمن أهمية وجود الحب في حياة الإنسان بداية بأنه يحافظ على استمرار الجنس البشري جيلًا بعد جيل، والحب هو من يحافظ على
الأطفال ورعايتهم وبقائهم بحالة جيدة، ويجعل الحب للحياة قيمة عظيمة؛ إذ يفقد الإنسان شعوره واحترامه لذاته لفقدانه شعور الحب مما
يؤدي لفقدانه معنى الحياة بأكملها، فيعزز الحب الحياة ويجعلها ممتعة وجميلة، إذ غالبًا ما ينظر إلى الأشخاص الذين لم يختبروا شعور
الحب أبدًا في حياتهم على أنهم يميلون لامتلاك طبيعة عدائية، بالإضافة إلى أنه يحقق السلام والسكينة، فتخيل حياة لا حب فيها، عندها
قد يسود العنف والحرب في العالم، ويساعد الحب على بقاء الطمأنينة والسكينة وضمان عيش سعيد، ويجعل الإنسان يرتبط ارتباطًا
عميقًا بمعنى السلام؛ وبالتالي يساعده على التخلص من المشاعر السلبية مثل العنف والعدوانية والهمجية.
الحب في القرآن والسنة
جاء الإسلام يؤكد أهمية الحب لما يحمله من مشاعر رقيقة في النفس البشرية، فيعد الإسلام الحب غذاء الروح والقلب، كما الطعام
والشراب غذاء الجسد، والعلم غذاء العقل، وأكد أن الحب من أسمى العواطف و الدوافع الإنسانية الفعالة في السلوك الفردي والجماعي،
ولكن بأن تدرك معنى الحب ومن تحب، وأساس الحب في القرآن والسنة هو تنزيه حب الله عن أي حب آخر لأنه خالق الكون والخلق،
وهو خالق الحب، فمن أحبَ الله حقق أسمى معاني الحب والإيمان. كما في قوله تعالى: {وَالَذِينَ آَمَنوا أَشَد حبًا لِلَهِ }. أما في
السنة النبوية علمنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم معنى الحب وربطه بالإيمان، وهو الحب الإنساني الذي يعد أعظم شعور
في الوجود، إذ تتمنى الخير للآخرين وتحبهم كمحبتك لنفسك. قال عليه السلام: [لَا يؤْمِن أحَدكمْ، حتَى يحِبَ لأخِيهِ ما يحِب لِنَفْسِهِ].
أنواع الحب
غالبًا عندما نتكلم عن الحب نركز على العلاقة بين الرجل والمرأة وذلك لأن الحب هو أساس العلاقة الصحية الذي يصلح المجتمع
بصلاحها، ويوجد أنواع مختلفة للحب، فيما يلي تفسير لبعض هذه الأنواع:
الحب العاطفي"Storge":
يتضمن هذا النوع الحب العائلي في المجتمع، الحب الذي نشعر به تجاه الأم والأب والأخوة والأخوات، ومحظوظون هم من يختبرن
هذا الشعور من الترابط العاطفي مع العائلة.
الحب القائم على الحاجة"Pragma":
ينطبق هذا النوع على الأشخاص العقلانيين والعمليين في علاقاتهم، وهذا النوع من الحب يركز على الحاجات والرغبات والمؤهلات
التعليمية والوضع الاجتماعي والممتلكات المادية، ويكون رضا الأشخاص في العلاقة على حسب راحتهم الشخصية.
الحب الإلهي "Agape":
يعد هذا النوع من أنقى أنواع الحب الذي حث عليه كل الأديان، ويبدأ بحب الإله وحب من حولنا، فيحث هذا الحب على المودة والمحبة
الأخوية وامتلاك قلب رحيم يحب الخير للآخرين.
الحب التملكي أو الوسواسي "Mania":
ويعد هذا أسوأ أنواع الحب، فتكون العلاقة مليئة بالغيرة، وانعدام الثقة، والتسلط، والتملك، بالإضافة إلى طلبات غير واقعية، وبالرغم
من أن الابتعاد عن هذه العلاقات أمر صعب نوعًا ما، إلا أنها غير صحية، فحاول أن تبتعد عنها في أقرب وقت.
عناصر تقوي الحب
يوجد عدة عناصر مختلفة يمكن أن تقوي الحب في العلاقات، فيما يلي بيان بعض منها:
الاحترام: يعد الاحترام أحد أهم العناصر التي تساعد على نجاح الحب وتقويته، فإن كنت قد لا توافق بعض أفكار أو آراء شريكتك فهذا
لا يعني أن تجعلها تشعر بالسوء حول ذلك، بل يفضل أن تحترم مشاعرها و آرائها المختلفة، في النهاية كل شخص لديه حرية التفكير
وقد يحمل أفكارًا وآراء خاصة به.
التفهم:
تختلف كل علاقة عن علاقة أخرى، لذلك لا يجب أن تقارن شريكتك بأحد آخر، بل حاول أن تفهمها وتنظر للأشياء من منظورها
الشخصي؛ مما يجعلك تتفهم ردود أفعالها على المواقف؛ فتقل الخلافات ويزيد الحب.
الثقة:
كسب ثقة شريكتك يعد أهم وأصعب عنصر في العلاقة، حاول أن تجعل شريكتك تثق بك ولا تكسر هذه الثقة أبدًا؛ لأنه قد يكون من
الصعب نوعًا ما أن تكسب ثقتها مرة أخرى، بالإضافة إلى أن فقدان الثقة يجعل العلاقة متزعزة وتخلق المشاكل بينك وبين شريكتك.
افتح قلبك لشريكتك:
دائمًا معها واستمع لها؛ فذلك يجعلها تحبك أكثر وتلجأ لك دائمًا، بالإضافة إلى أن الاستماع لها سيجعلك تدرك ما هو جيد في نفسك؛
وبالتالي إدراكك الأشياء الجيدة في نفسك يسهل عليك إدراكها في شريكتك.
التواصل:
غالبية المشكلات والشجارات تحدث بسبب عدم أو سوء التواصل بين الطرفين، التحدث والاتصال مع شريكتك يعد عنصرًا أساسيًا في
حل المشكلات ويسمح لها معرفة ما يجول في خاطرك، فلا يمكنها معرفة ما تمر به إذا لم تتحدث معها عن مشاكلك، بل ستؤدي تلك
المشاكل إلى مجموعة من المشاعر المكبوتة والتي ستظهر فجأة في وقت ما تزعجك وشريكتك.
تعليقات
إرسال تعليق